فصل: فصول مهمة تتعلق بالسورة الكريمة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم




.سورة الأنبياء:

.فصول مهمة تتعلق بالسورة الكريمة:

.فصل في فضل السّورة:

قال مجد الدين الفيروزابادي:
رُوي فيه أَحاديث ساقطة ضعيفة. منها: «مَن قرأَ سورة اقترب للنَّاس حسابهم حاسبه الله حسابًا يسيرًا، وصافحه، وسلَّم عليه كلُّ نبىّ ذكر اسمُه في القرآن». وفي حديث عليّ: «يا عليّ مَنْ قرأَ هذه السّورة فكأَنَّما عبد الله على رضاه». اهـ.

.فصل في مقصود السورة الكريمة:

.قال البقاعي:

سورة الأنبياء:
مقصودها الاستدلال على تحقق الساعة وقربها ولو بالموت، ووقوع الحساب فيها على الجليل والحقير، لأن موجدها لا شريك له يعوقه عنها، وهن من لا يبدل القول لديه، والدال على ذلك أوضح دلالة مجموع قصص جماعة ممن ذكر فيها من الأنبياء عليهم السلام، ولا يستقل قصة منها استقلالا ظاهرا بجميع ذلك كما سنبين، ولا يخلو قصو من قصصهم من دلالة على شيء من ذلك فنسبت إلى الكل- والله الموفق. اهـ.

.قال مجد الدين الفيروزابادي:

.بصيرة في: {اقترب للناس حسابهم}:

السّورة مكِّيَّة بالاتِّفاق.
وآياتها مائة واثنتا عشرة عند الكوفيِّين، وإِحدى عشرة عند الباقين.
وكلماتها أَلف ومائة وثمانية وستون.
وحروفها أَربعة آلاف وثمانمائة وسبعون، المختلف فيها آية واحدة: {وَلاَ يَضُرُّكُمْ}.
مجموع فواصل آياتها: (م ن) وسمِّيت سورة الأَنبياءِ لاشتمالها على قصصهم على إبراهيم، واسحاق، ويعقوب، ولوط، ونوح، وسليمان، وداود وأَيوب، وإِسماعيل، وصالح، ويونس، وزكريا، ويحيى، وعيسى.

.مقصود السّورة وما اشتملت عليه مجملا:

من التنبيه على الحساب في القيامة، وقرب زمانها، ووصف الكفَّار بالغفلة، وإِثبات النبوّة، واستيلاء أَهل الحَقّ على أَهل الضَّلالة، وحُجّة الوحدانيّة، والإِخبار عن الملائكة وطاعتهم، وتخليق الله السّمواتِ والأرض بكمال قدرته، وسير الكواكب ودَوْر الفَلَك، والإِخبار عن موت الخلائق وفنائهم، وكَلاءُ الله تعالى وحفظه العبدَ من الآفات، وذكر ميزان العَدْل في القيامَة، وذكر إبراهيم بالرّشد والهداية، وإِنكاره على الأَصنام وعُبَّادها، وسلامة إبراهيم من نار نُمرود وإِيقادها، ونجاة لوط من قومه أُولى العُدْوان، ونجاة نوح ومتابعَته من الطوفان، وحُكم داود، وفهم سليمان، وذكر تسخير الشيطان، وتضرّع أَيّوب، ودعاء يونس، وسؤال زكريّا، وصلاح مريم، وهلاك قُرًى أَفرطوا في الطغيان، وفتح سدّ يأْجوج وماجوج في آخر الزَّمان وذلّ الكفَّار والأَوثان، في دخول النيران، وعِزّ أَهل الطَّاعة والإِيمان، من الأَزل إِلى الأَبد في جميع الأَزمان، على علالىّ الجِنَان، وطىّ السّموات في ساعة القيامة، وذكر الأُمم الماضية، والمنزلة من الكتب في سالف الأَزمان، وإِرسال على حكم السّويّة من غير نقصان ورجحان، وطلب حكم الله تعالى على وَفْق الحقّ، والحكمة في قوله: {رَبِّ احْكُم بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَانُ}.

.الناسخ والمنسوخ:

فى هذه السّورة آيتان م {إِنَّكُمْ وما تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ}.
إِلى تمام الآيتين ن {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِّنَّا الْحُسْنَى}. اهـ.

.فصل في متشابهات السورة الكريمة:

.قال ابن جماعة:

سورة الأنبياء عليهم السلام:
273- مسألة:
قوله تعالى: {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ} وقال في الشعراء: {مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمَنِ}؟.
جوابه:
لما تقدم هنا: {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ} وذكر إعراضهم وغفلتهم وهو وعيد وتخويف فناسب ذكر الرب المالك ليوم القيامة المتوفى ذلك الحساب.
وفى الشعراء: تقدم {إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السماء آيَةً} لَكِن لم يفعل ذلك لعموم رحمته للمؤمنين والكافرين لم يشأ ذلك، ويقوى ذلك تكرير قوله تعالى في السورة: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ}.
274- مسألة:
قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا السماء سَقْفًا مَحْفُوظًا} ثم قال تعالى: {كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (33)} والسقف: المستوى، والفلك: هو المستدير؟
جوابه:
أن السقف لا يلزم منه الاستواء، بل يقال لكل بناء عال على هواء سقف سواء كان مستويا أو مستديرا، كقولهم: سقف الخباء وإن كان مستديرا.
275- مسألة:
قوله تعالى: {وما جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ}.
وقال في إدريس وعيسى عليهما السلام: أنه رفعهما إليه فهما حيان باقيان وهم من البشر؟
جوابه:
أن المراد من الخلد في الدنيا التي هي عالم الفناء المعهود عندهم. وإدريس وعيسى عليهما السلام في عالم آخر غير المعهود عنده.
276- مسألة:
قوله تعالى: {وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدعاء إِذَا مَا يُنْذَرُونَ (45)} وفى النمل والروم: {وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدعاء إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ}. والصم كاف فما فائدة ولوا مدبرين؟.
جوابه:
أن آية الأنبياء نسب فيها السماع إليهم فلم يحتج إلى توكيد ومبالغة فيه، ولذلك قال: {إِذَا مَا يُنْذَرُونَ (45)} أي يتشاغلون عن سماعه، فهم كالصم الذين لا يسمعون.
وفى آية الروم والنمل نسب الإسماع إلى النبى- صلى الله عليه وسلم- فبالغ في عدم القدرة على إسماعهم بقوله تعالى: {وَلَّوْا مُدْبِرِينَ} لأن المولى عن المتكلم أجدر بعدم القدرة على إسماعه من الماكث عنده، ولذلك شبههم بالمولى، وفيه بسط عذر النبي صلى الله عليه وسلم.
277- مسألة:
قوله معا. أي: {وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الأخسرين (70)} وقال تعالى في الصافات: {فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ (98)}؟
جوابه:
أنهم أرادوا كيده بإحراقه فنجاه الله تعالى وأهلكهم وكسر أصنامهم، فخسروا الدنيا والآخرة. وفى الصافات قالوا: {قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ} أي من فوق البناء في الجحيم، فناسب ذكر الأسفلين لقصدهم العلو لإلقائه في النار والله أعلم.
278- مسألة:
قوله تعالى: {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ} وقال في سورة ص: {تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً} والعاصفة الشديدة، والرخاء: الرخوة؟.
جوابه:
أنها كانت رخوة طيبة في نفسها، عاصفة في مرورها كما. قال تعالى: {غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ}. أو أن ذلك كان باعتبار حالين على حسب ما يأمرها سليمان عليه السلام.
279- مسألة:
قوله تعالى: {فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا} وفى التحريم: {فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا}؟.
جوابه:
أن لفظ التذكير عند العرب أخف من التأنيث، وها هنا لم يتكرر لفظ التأنيث كتكريره في التحريم فجاء فيها مؤنثا.
وفى التحريم تكرر لفظ التأنيث بقوله تعالى: {ومريم} و{ابنت} و{أحصنت} و{فرجها} فناسب التذكببر تخفيفا من زيادة تكرر التأنيث.
280- مسألة:
قوله تعالى: {وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (92) وَتَقَطَّعُوا} وفى المؤمنون: {فَاتَّقُونِ (52) فَتَقَطَّعُوا}؟.
جوابه:
أما قوله: {فَاعْبُدُونِ} فلأنه خطاب لسائر الخلق، فناسب أمرهم بالعبادة والتوحيد ودين الحق.
وقوله: {فَاتَّقُونِ} خطاب للرسل فناسب الأمر بالتقوى، ويؤيده: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ} و{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ}. وأما الواو، والفاء، فلأن ما قبل الواو لا يتعلق بما بعدها، وما قبل الفاء متعلق بما بعدها لأن ذكر الرسل يقتضي التبليغ ولم يسمعوا، فكأنه قيل: بلغهم الرسل دين الحق فتقطعوا أمرهم، ولذلك قيل هنا: {كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ (93)} وفى المؤمنين: {كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ} أي من الخلاف بينهم فرحون.
281- مسألة:
قوله تعالى: {وَهُمْ فِيهَا لَا يَسْمَعُونَ (100)} وقال تعالى: {وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ}.
وقال تعالى: {قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ (96)} إلى غير ذلك مما يدل على سماعهم؟.
جوابه:
لعل ذلك باعتبار حالين:
فحال السماع والمحاجة والمخاصمة قبل اليأس من الخلاص من النار.
وحال اليأس لا يسمعون، لما روى أنهم يجعلون في توابيت من نار ويسد عليهم أبوابها فحينئذ لا يسمعون. اهـ.

.قال مجد الدين الفيروزابادي:

المتشابهات:
قوله: {مَا يَأْتِيهِمْ مِّن ذِكْرٍ مِّن رَّبِّهِمْ مُّحْدَثٍ} وفى الشعراءِ {مِّن ذِكْرٍ مِّنَ الرَّحْمَانِ مُحْدَثٍ} خصّت هذه السّورة بقوله: {مِّن رَّبِّهِمْ} بالإضافة، لأَن الرّحمن لم يأْت مضافًا، ولموافقة ما بعده، وهو قوله: {قُلْ رَبِّي يَعْلَمُ} وخصّت الشعراء بقوله: {مِّنَ الرَّحْمَانِ} ليكون كلُّ سورة مخصوصةً بوصف من أَوصافه، وليس في أَوصاف الله تعالى اسم أَشبهُ باسم الله من الرحمن؛ لأَنَّهما اسمان ممنوعان أَن يسمّى بهما غيرُ الله عزَّ وجلَّ، ولموافقة ما بعده، وهو قوله: {الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ}؛ لأَنَّ الرَّحمن والرَّحيم من مصدر واحد.
قوله: {وما أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالًا} وبعده {وما أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلَكَ مِنْ رَسُوْلٍ}، {قبلك} و{من قبلك} كلاهما لاستيعاب الزمان المتقدّم، إِلا أَنَّ {مِن} إِذا دخل دَلَّ على الحَصْر بين الحَدَّين، وضبطه بذكر الطَّرفين.
ولم يأت {وما أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ} إِلاَّ هذه- وخصَّت بالحذف؛ لأَنَّ قبلها {مَا آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِّن قَرْيَةٍ} فبناه عليه لأَنه هو؛ وآخر في الفرقان {وما أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ إِنَّهُمْ} وزاد في الثانى {مِنْ قَبْلَكَ مِنْ رَسُوْلٍ} على الأَصل للحصر.
قوله: {كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} وفى العنكبوت: {ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ}؛ لأَن ثمَّ للتراخى، والرّجوعُ هو الرّجوع إِلى الجنَّة أَو النَّار، وذلك في القيامة، فخُصّت سورة العنكبوت به.
وخُصّت هذه السّورة بالواو لَمَا حيل بين الكلامين بقوله: {وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا} وإِنَّما ذُكِرَا لتقدّم ذكرهما، فقام مقام التراخى، وناب الواو مَنابه، والله أَعلم.
قوله: {وَإِذَا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُوًا} وفى الفرقان {وَإِذَا رَأَوْكَ إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُوًا} لأَنَّه ليس في الآية التي تقدّمتها ذكر الكفَّار؛ فصرّح باسمهم، وفى الفرقان قد سَبَق ذكر الكفَّار، فخُصّ الإِظهار بهذه السّورة، والَكِنايةُ بتلك.
قوله: {مَا هذه التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ قَالُواْ وَجَدْنَا} وفى الشعراءِ {قَالُواْ بَلْ وَجَدْنَا}؛ لأَنَّ قوله: {وَجَدْنَا آبَاءَنَا} جواب لقوله: {مَا هذه التَّمَاثِيلُ} وفى الشعراءِ أَجابوا عن قوله: {مَا تَعْبُدُوْنَ} بقولهم {قَالُواْ نَعْبُدُ أَصْنَامًا} ثمَّ قال لهم {هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ أَوْ يَنفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ} فأَتى بصورة الاستفهام ومعناه النفى {قَالُواْ بَلْ وَجَدْنَا} أَى قالوا لا بل وجدنا عليه آباءَنا، لأَن السّؤال في الآية يقتضى في جوابهم أَن ينفوا ما نفاه السّائل، فأَضربوا عنه إِضراب مَن ينفى الأول، ويُثبت الثانى، فقالوا: بل وجدنا. فخُصت السّورة به.
قوله: {وَأَرَادُواْ بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الأخسرين}، وفى الصَّافَّات {الأَسْفَلِينَ}؛ لأَنَّ في هذه السورة كادهم إبراهيم؛ لقوله: {لأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ} وهم كادوا إبراهيم لقوله: {وَأَرَادُواْ بِهِ كَيْدًا} فجرت بينهم مكايدة، فغلبهم إبراهيم؛ لأَنَّه كسر أَصنامهم، ولم يغلبوه؛ لأَنَّهم لم يبلغوا من إِحراقه مرادهم فكانوا هم الأخسرين.
وفى الصَّافَّات {قَالُواْ ابْنُواْ لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ}، فأَجّجوا نارًا عظيمة، وبنوا بنيانًا عاليًا، ورفعوه إليه، ورمَوه منه إِلى أَسفل، فرفعه الله، وجعلهم في الدّنيا سافلين، ورَدَّهم في العقبى أَسفل سافلين. فخُصت والصَّافَّات بالأَسفلين. قوله: {فَنَجَّيْنَاهُ} بالفاءِ سبق في يونس. ومثله في الشّعراءِ {فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ إِلاَّ عَجُوْزًا فِي الْغَابِرِيْنَ}.
قوله: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ} ختم القصّة بقوله: {رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا} وقال في ص {رَحْمَةً مِّنَّا} لأَنَّه بالغ في التضرّع بقوله: {وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} فبالغ سبحانه في الإَجابة، وقال: {رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا} لأَنَّ عند حيث جاءَ دلَّ على أَنَّ الله سبحانه تولَّى ذلك من غير واسطة.
وفى ص لمَا بدأَ القصة بقوله: {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا} ختم بقوله: {منَّا} ليكون آخِرُ الآية ملتئما بالأول.
قوله: {فَاعْبُدُونِ وَتَقَطَّعُواْ} وفى المؤمنين {فَاتَّقُونِ فَتَقَطَّعُواْ} لأَنَّ الخطاب في هذه السّورة للكفار، فأَمرهم بالعبادة التي هي التَّوحيد، ثم قال: {وَتَقَطَّعُواْ} بالواو؛ لأَنَّ التقطُّع قد كان منهم قبل هذا القول لهم.
ومَن جعله خطابًا للمؤمنين، فمعناه: دُوموا على الطَّاعة.
وفى المؤمنين الخطاب للنبىِّ صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين بدليل قوله قبله {يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُواْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ} والأَنبياءِ والمؤمنون مأْمورون بالتَّقوى، ثم قال: {فَتَقَطَّعُواْ أَمْرَهُمْ} أَى ظهر منهم التقطُّع بعد هذا القول، والمراد أُمَتُهم.
قوله: {وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا} وفى التحريم {فيه}؛ لأَنَّ المقصود هنا ذِكرها وما آل إِليه أَمرها، حتى ظهر فيها ابنها، وصارت هي وابنها آية. وذلك لا يكون إِلا بالنَّفخ في جُملتها، وبحَمْلها، والاستمرار على ذلك إِلى يوم ولادتها. فلهذا خُصَّت بالتَّأْنيث. وما في التحريم مقصور على ذكر إِحصانها، وتصديقها بكلمات ربّها، وكان النفخ أَصاب فرجها، وهو مذكَّر، والمراد به فرج الجَيْب أَو غيره، فخُصّت بالتَّذكير. اهـ.